في البيئة المتحوّلة اليوم، يدرك الكثير من القادة أن الاعتماد على الحلول السريعة أو الجاهزة لن يُفضي دائمًا إلى نتائج مستدامة. هنا يصبح الفرق بين الاستشارات التقليدية والتمكينية جوهريًا، خاصة حين يتعلق الأمر بالبحث عن الاستدامة، التحول المؤسسي، وقياس الأثر الحقيقي على المجتمع السعودي والمنظمات السعودية.
ما هي الاستشارات التقليدية؟
.1 طبيعتها وخصائصها
-
تركيزها على تقديم التوصيات أو الخطط التي غالبًا ما تُنفذ جزئيًا أو تُترك بدون متابعة.
-
غالبًا ما يعتمد مستشارو هذه الطريقة على نماذج جاهزة لا تتناسب دائمًا مع السياق الداخلي للمنظمات السعودية.
-
العلاقة مع العملاء تكون في الغالب محدودة في الوقت، تنتهي بتسليم التقرير دون ضمانات للتنفيذ أو المتابعة.
.2 الأمثلة والتطبيقات
-
إعداد الخطط الاستراتيجية أو الخطط التشغيلية دون دعم في التطبيق.
-
اقتراح وحدات مثل وحدات إدارة المشاريع أو وحدات قياس الأثر دون التهيئة المؤسسية أو التدريب اللازم.
-
تقديم “حلول استشارية” تتجاهل خصوصية المنظمة، مما يؤدي إلى ضعف في الأثر المؤسسي وغياب الاستدامة.
ما هي الاستشارات التمكينية؟
.1 تعريفها وفلسفتها
-
مأسسة الحلول داخل المنظمة بحيث تصبح جزءًا يسهل إدماجه، ويتولى تنفيذه كوادر داخلية.
-
الهدف منها هو بناء القدرات والتعلم المؤسسي، ليس تقديم خدمات منفصلة قابلة للتجاهل لاحقًا.
.2 مميزاتها
-
تركيز على التمكين المؤسسي وتمكين المنظمات من إدارة التغيير داخليًا.
-
خدمات قياس الأثر ليست مجرد تقييم، بل أدوات يمكن للمنظمة استخدامها بشكل مستقل.
-
دعم مستدام في بناء وحدات مثل:
-
وحدات الابتكار الاجتماعي
-
وحدات التطوع
-
وحدات الاتصال المؤسسي
-
وحدات قياس الأثر
-
وغيرها، مثل تأسيس الأعمال ومأسسة المشاريع.
-
-
دعم شامل عبر التدريب، إعداد الحقائب التدريبية، تطويرها، وتصميم الحقائب التدريبية بما يتناسب مع واقع المنظمة.
-
تركيز قوي على التحول الرقمي وحلول التحول الرقمي كأساس للاستدامة والابتكار المؤسسي.
مقارنة بين النوعين في جدول شامل
العنصر | الاستشارات التقليدية | الاستشارات التمكينية |
---|---|---|
طبيعة العلاقة | عمل مؤقت؛ انتهاء بالخطة أو التوصيات | شراكة استراتيجية؛ التركيز على الاستمرارية |
الهدف | توصيات وتقرير نهائي | بناء القدرات الداخلية والتمكين المؤسسي |
التركيز | النتائج الفورية (والمحدودة) | الاستدامة، التميز المؤسسي، تمكين المنظمات |
المخرجات | خطة أو توصيات جاهزة | وحدات مؤسسية، فرق داخلية قادرة على الابتكار والتنفيذ |
الدعم بعد التسليم | محدود أو معدوم | تدريب دائم، متابعة، تطوير مستمر |
المردود | قصير المدى، غير دائم | طويل المدى، يعزز الاستدامة وقياس الأثر |
الجمهور المستهدف | غالبًا منظمات مهيكلة أو لديها موارد | خاصة المنظمات الصغيرة أو القطاع غير الربحي التي تبحث عن البناء والنمو |
كيف يجعل التمكين الفرق الحقيقي؟
.1 التمكين الداخلي يعزز الابتكار المؤسسي
من خلال تأسيس وحدات الابتكار، ومأسسة الابتكار، تستطيع المنظمة:
-
تنفيذ المبادرات والمشاريع بمرونة وسرعة.
-
التكيّف مع المتغيرات الخارجية مثل التحول الرقمي أو المسؤولية الاجتماعية.
-
استثمار الموارد بذكاء في الاستثمار الاجتماعي والمجتمعي بشكل أعمق.
.2 تمكين القطاع غير الربحي والمستدام داخل السعودية
المنظمات التي تسعى نحو التمكين المؤسسي تجد نفسها أكثر توافقًا مع التحولات مثل:
-
التحول نحو الإسناد الحكومي.
-
التأهيل للجوائز والتميز المؤسسي.
-
تنمية الدور القيادي في العمل المجتمعي والمسؤولية الاجتماعية.
.3 قياس الأثر الحقيقي ليس رفاهية
الاستشارات التمكينية تزود المنظمة بأدوات لـ:
-
متابعة مستمرة عبر خدمات قياس الأثر.
-
عملية تقييم ذاتي دورية تُجعل الأداء وتطويره قوة في يد المنظمة.
-
بناء ثقافة مؤسسية تعتمد على الاستدامة والتحسين الذاتي.
كيف تقود منصة اثر هذا التحول بكفاءة؟
منصة اثر تقدم نموذجًا عمليًا في مجال الاستشارات التمكينية، عبر:
-
تطوير حلول استشارية تدعم تمكين المنظمات داخليًا.
-
تأسيس وحدات مؤسسية كاملة: من وحدات إدارة المشاريع والابتكار الاجتماعي إلى وحدات التطوع والاتصال المؤسسي داخل السعودية.
-
تقديم أفضل البرامج التدريبية المصممة لتناسب الاحتياجات الميدانية، مع إعداد، تصميم، وتطوير الحقائب التدريبية.
-
دعم التحول نحو المشاريع المؤسسية المستدامة، التحول الرقمي، والاستدامة.
-
التركيز على جاهزية المنظمة لـ الاستناد الحكومي والتميز المؤسسي، من خلال التأهيل والتدريب الذاتي.
رحلة من الاستشارات إلى التمكين
-
الاستشارات التقليدية: تبدأ بتشخيص، تتبع بخطة، وتنتهي عند التسليم.
-
الاستشارات التمكينية: تبدأ بالتشخيص، تستمر بالتدريب، تقوم على التمكين المؤسسي، وتستقر بالاستقلالية والتحسين الذاتي.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
1. ما الفرق الأساسي بين الاستشارات التقليدية والتمكينية؟
الاستشارات التقليدية تقدم توصيات فقط، بينما التمكينية تبني قدرات داخلية مستدامة وتضمن التنفيذ الذاتي.
2. هل يمكن تحويل استشارات تقليدية إلى تمكينية لاحقًا؟
نعم، لكن يجب تعديل النهج ليشمل تدريبًا، مأسسة، وتأسيس وحدات داخلية مستقلة داخل المنظمة.
3. كيف تساعد البرامج التدريبية في الاستشارات التمكينية؟
تطور الكادر الداخلي من خلال أفضل البرامج التدريبية، وتعلمهم كيفية إعداد، تصميم، وتطوير الحقائب التدريبية داخل المنظمة.
4. ما أهمية قياس الأثر في هذا السياق؟
يسمح بقياس نتائج المبادرات بشكل مستقل، ويساعد على التقييم المستمر وتحسين الأداء المؤسسي.
5. هل يمكن للمنظمات غير الربحية الاستفادة من الاستشارات التمكينية؟
بشكل كبير، فهي تؤسس لثقافة الابتكار، التمكين، والتوسع دون الاعتماد طوال الوقت على دعم خارجي.
الخاتمة
الفرق بين الاستشارات التقليدية والتمكينية هو مثل الفرق بين زراعة بذرة وريّها تلقائيًا، وبين زرعها فقط؛ في الحالة الأولى تنمي المنظمة ذاتها وتثمر بمرّ الأيام، أما في الحالة الثانية فتظل تحت رحمة من يقدم الحلول.
إن كنت تبحث عن شريك استشاري يقود داخل مؤسستك عملية التمكين الحقيقية، فـ منصة اثر تقدم نموذجًا متكاملًا للاستشارات التمكينية التي تحقق أثرًا واستدامة مؤسسية حقيقية.
لا تعليق